هنالك ارتباط واضح بين أواخر السورة السابقة في قوله تعالى: ﴿وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [الشورى / ٥٢٤٢]، وبداية هذه السورة تصف النور أنه كتاب عربي مبين تستسيغه العقول: ﴿حم * وَالْكِتابِ الْمُبِينِ * إِنّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [الزخرف / ١٤٣ - ٣].
وبعد أن بينت سورة الشورى المتقدمة عالمية رسالة الإسلام: ﴿وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها﴾ [الشورى / ٧٤٢]، وحدّدت صفات المجتمع المسلم ومنها الشورى: ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ﴾ [الشورى / ٣٨٤٢]، ودفع البغي دون تجاوز: ﴿وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ﴾ [الشورى / ٣٩٤٢]، وأن ما على المسلمين سوى البلاغ: ﴿إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاغُ﴾ [الشورى / ٤٨٤٢]،
تنتقل سورة الزخرف لبيان بعض الأسباب التي أدت إلى إعراض المعرضين عن الرسالة الإسلامية، ومن ذلك الشرك: ﴿وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ﴾ [الزخرف / ١٥٤٣]، والتقليد: ﴿بَلْ قالُوا إِنّا وَجَدْنا آباءَنا﴾