للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العمل الصالح مطلقا مشروط بالإيمان ﴿وَإِنّا لَهُ كاتِبُونَ﴾ مثبتون ذلك في صحيفة أعماله.

﴿وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ﴾ (٩٥)

٩٥ - ﴿وَحَرامٌ﴾ أي محرّم قطعيا ﴿عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها﴾ مجتمع من المجتمعات قضى الله تعالى بهلاكه ﴿أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ﴾ إلى صوابهم، أي بنتيجة إصرارهم الكلّي على الضلال، وليس بسبب انزلاقهم جزئيا في الخطأ هنا وهناك، فمن سننه تعالى أن المجتمعات لا تهلك إلاّ إذا كان انحرافها عن جادة الصواب كليا، وليس انزلاقها الجزئي نحو الخطأ.

﴿حَتّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ﴾ (٩٦)

٩٦ - تتمة الخطاب من الآية السابقة، أي بعد هلاك المجتمعات الضالة، لم يبق سوى وقوع الساعة المرموز لها بانطلاق يأجوج ومأجوج: ﴿حَتّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ﴾ حيكت حول يأجوج ومأجوج الكثير من الأساطير، وزعم بعض الباحثين أنهم المغول والتتار، أو قبائل شرق آسيوية غيرهم، ولم يثبت ذلك، والظاهر أنها إشارة لا تنطبق على أقوام بعينهم، وإنّما على مجموعة من الأقوام والأحداث والكوارث تهدم الحضارات، وتسبق وقوع الساعة، انظر أيضاآيات [الكهف ٩٤/ ١٨]، وفي قوله تعالى إنهم من كل حدب ينسلون أي من كل ناحية من نواحي الأرض، مما يفيد أنه عند وقوع الساعة يهرع كل فرد إلى مصيره بلا مقاومة.

﴿وَاِقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يا وَيْلَنا قَدْ كُنّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا بَلْ كُنّا ظالِمِينَ﴾ (٩٧)

٩٧ - ﴿وَاِقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ﴾ يوم القيامة ﴿فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ أي شاخصة لذهولها باتجاه واحد لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء، انظر [إبراهيم ٤٣/ ١٤]، ﴿يا وَيْلَنا قَدْ كُنّا فِي غَفْلَةٍ﴾ تامّة ﴿مِنْ هذا﴾ البعث

<<  <  ج: ص:  >  >>