للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضرره عليهم، أو إذا سمعوا إشاعات من العدو أو من المنافقين نشروها فيعود الضرر على المسلمين أيضا، والكلام عن المنافقين وجمهرة من المسلمين قليلي الخبرة يذيعون ما يسمعون ويجهلون عواقب عملهم ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ يستنبطونه أي يستخرجونه، والمعنى أنهم لو كتموا ما يسمعون من أخبار وإشاعات وأخبروا بها الرسول أو المسؤولين عنهم لكان الأحرى أن يستنبط الرسول أو المسؤولون طريقة التعامل الصحيحة مع هذه الأخبار.

ويحتمل المعنى أيضا أن يعود الضمير في ﴿يَسْتَنْبِطُونَهُ﴾ إلى الأعداء ويعود الضمير في ﴿مِنْهُمْ﴾ إلى الرسول وأولي الأمر، فيكون المعنى أنه إذا حصل الكتمان من قبل الجمهور وردّت الأخبار إلى الرسول وأولي الأمر فقط، فإنّ الذين يتسقّطون الأخبار ويتجسّسون على المسلمين لن يكون في وسعهم استنباط شيء من المعلومات إلا ما يريد الرسول والمسؤولون إبداءه لمصلحة المسلمين ﴿وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ﴾ بإرسال الرسول، وإنزال الكتاب، وهديكم إلى طريق الصواب ﴿لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ﴾ بالبقاء على الضلال والكفر ﴿إِلاّ قَلِيلاً﴾ منكم يهتدون بالفطرة.

وقد يكون المعنى أنه لولا إنعام الله عليكم بالنصر المتتابع لحصل الشك عندكم واتبعتم الشيطان، إلا قليلا منكم من ذوي البصيرة النافذة والإيمان القوي الذين يعلمون أن حصول الدولة والسلطة في الدنيا ليس دليلا أن أصحابها على الحق، كما أن تواتر الهزيمة والانكسار ليس دليلا أن أصحابها على الباطل (ذكره الرازي عن أبي مسلم الأصفهاني).

﴿فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لا تُكَلَّفُ إِلاّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً﴾ (٨٤)

٨٤ - ﴿فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لا تُكَلَّفُ إِلاّ نَفْسَكَ﴾ الخطاب في الأصل للنبي ، ومن ثمّ لكل مسلم في كل وقت، والإشارة إلى حرب قائمة أو دفاعية،

<<  <  ج: ص:  >  >>