للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١٠ - ﴿يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾ من عالم المشاهدة ﴿وَما خَلْفَهُمْ﴾ من عالم الغيب ﴿وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً﴾ لا يحيط علمهم بعلمه تعالى، لاتّصافه سبحانه بالكمال والعلم الشامل القديم.

﴿وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً﴾ (١١١)

١١١ - ﴿وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ﴾ ذلّت وخضعت ﴿وَقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً﴾ إلى آخرته.

﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً﴾ (١١٢)

١١٢ - ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ﴾ لأن الإيمان شرط في صحة الطاعات وقبول الأعمال والحسنات، انظر [النور ٣٩/ ٢٤]، ﴿فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً﴾ لا يهضم له حق بل يوفّاه، ويجزى بأحسن ما عمل، انظر [النحل ٩٦/ ١٦].

﴿وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً﴾ (١١٣)

١١٣ - ﴿وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا﴾ بلسانهم، أي العرب أجدر بفهمه من غيرهم، ومن ثم هم على مستوى أعلى من المسؤولية والحساب ﴿وَصَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ ذوو العقول الراجحة منهم ﴿أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً﴾ في قلوبهم، فيتذكروا الميثاق الذي فطروا عليه.

﴿فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً﴾ (١١٤)

١١٤ - ﴿فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ﴾ عن كل ما لا يليق بجلاله ﴿وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ﴾ الخطاب عام كما هو واضح من أول السورة بقوله ﴿طه﴾، والمعنى: احذر أيها القارئ من قراءة القرآن قراءة مجتزأة،

<<  <  ج: ص:  >  >>