للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسمع والغريزة، وتعلم الأسماء كلها، وما في كل ذلك من إعجاز ﴿قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ﴾ هذه النعم المترتبة على رفع الإنسان إلى هذه المنزلة العالية.

﴿وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ﴾ (١٠)

١٠ - ﴿وَقالُوا﴾ الكفار، بعد كل هذا الإعجاز ﴿أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ﴾ إذا فنيت الأجساد في القبور ﴿أَإِنّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ أنبعث أحياء بعد ذلك؟ ﴿بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ﴾ الذي خلقهم أول مرة ﴿كافِرُونَ﴾ منكرون للبعث.

﴿قُلْ يَتَوَفّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾ (١١)

١١ - ﴿قُلْ يَتَوَفّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ﴾ وليس ذلك نهاية المطاف ﴿ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾ تبعثون للحساب والجزاء بعد ذلك.

﴿وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنّا مُوقِنُونَ﴾ (١٢)

١٢ - ﴿وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ﴾ مطرقوها من الخزي والحياء ﴿عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ يوم القيامة ﴿رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا﴾ في الآخرة، بعد أن كنّا عمين في الدنيا نحسبها غاية همّنا ﴿فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً﴾ لتكن لنا فرصة أخرى ﴿إِنّا مُوقِنُونَ﴾ بالبعث والحساب والجزاء، لكنّ هذا اليقين لا يفيد بعد الفوات لأنه كإيمان المعاينة.

﴿وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ (١٣)

١٣ - ﴿وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها﴾ قسرا، فلا يكون هنالك خيار لأحد بالزيغ والكفر، وتنتفي المسؤولية الأخلاقية الفردية ﴿وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ الذين اختاروا الكفر على الإيمان، بمحض حريتهم وإرادتهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>