أثر حميد وذلك معنى الأبتر، وأما أنت فيبقى لك الذكر الجميل في الدنيا والثواب في الآخرة.
[محور السورة]
الله تعالى أنعم على النبي ﷺ وعلى عباده بالخير الكثير، وعلى رأس ذلك نعمة القرآن، وعلى المؤمنين بنعمة الإسلام، فوجب عليهم الصلاة وتحمل التضحيات، حتى تكون العاقبة لهم وللإسلام، وينقطع دابر الكفر.
[النظم في السورة]
﷽
﴿الخطاب وإن كان في الأصل للنبي ﷺ فهو بالتالي لكل مؤمن ومؤمنة: ﴿إِنّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ﴾ (١) أي أعطيناك الخير الكثير في الدين بنعمة القرآن والإسلام، ومن نعم الدنيا ما لا يحصى، فلا تغتر بمال الكفار ولا تتوصل إلى حلول وسط في العقيدة معهم، فالآية وعد للنبي وللمؤمنين بالنصرة والحفظ وأن يصير أمرهم إلى الازدياد والمنعة،
فأمرهم بالصلاة والتضحية: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَاِنْحَرْ﴾ (٢) أي لتكن صلاتك خالصة لله، بخلاف صلاة الكفار الذين يصلّون لغير الله وينحرون القرابين لغير الله وللأوثان،
ولما كانت صلاة المؤمنين وعزة الإسلام تبعث الغيظ والحسد والبغضاء لدى الكفار أضاف قوله: ﴿إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣)﴾ والشنآن البغض والشانيء المبغض، والمعنى إن مبغضك مقطوع دابره، وقد تحقق ذلك بالفعل في صدر الإسلام بهزيمة أعدائه في جزيرة العرب وانتشاره بالقدوة الحسنة في مشارق الأرض ومغاربها، وهو يتحقق دوما على قاعدة: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ﴾ [محمد ٧/ ٤٧].