٦٣ - ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولُنَّ اللهُ﴾ يقرّون بأنه الخالق ﴿قُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ﴾ على وصولهم إلى هذه الدرجة من المعرفة، والحمد لله على إحيائه الأرض بعد موتها ﴿بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ﴾ مع ذلك، لا يتوصّلون إلى وجوب التوحيد، والإعراض عن الشرك، ويتهالكون على الدنيا، كما سوف تبيّن الآية التالية.
٦٤ - ﴿وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ﴾ في جنب الآخرة، وهي لهو ولعب للمنهمكين فيها، الذين جعلوها منتهى همّهم وأملهم ﴿وَإِنَّ الدّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ﴾ هي الحياة الحقيقية ﴿لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ﴾ حقيقة الأمور.
٦٥ - ﴿فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ﴾ في السفن، أو في الطائرات، وأشرفت بهم على الخطر ﴿دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ تضرّعوا إلى الله تعالى، وحده، من شدة خوفهم طالبين النجاة، لعلمهم أن الله وحده يرفع الشدائد ﴿فَلَمّا نَجّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ﴾ إلى شاطئ الأمان ﴿إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ﴾ ينسون ما كانوا عليه من الخطر، ويعودون إلى عبادة أوهامهم ونزواتهم وشهواتهم، ويتهالكون على دنياهم، وينسون آخرتهم.
٦٦ - ﴿لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ﴾ بعد نجاتهم يكفرون بما آتاهم الله من نعمه، وينسون استجابته لدعائهم وقت الشدة ﴿وَلِيَتَمَتَّعُوا﴾ ويعودون إلى ما كانوا عليه من اللهو واللعب والتمتع بدنياهم ﴿فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ العواقب في وقتها.