١٢٥ - ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾ أي لا يوجد أحسن من هذا الدين فهو مبني على أمرين: العقيدة والعمل، أما العقيدة فالإشارة لها بقوله تعالى: ﴿أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ﴾ فالوجه يمثل جوارح الإنسان بكاملها، والإسلام هو الإنقياد الكامل والخضوع لله وحده دون غيره، وأما العمل فالإشارة إليه بقوله تعالى: ﴿وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾ أي يفعل الحسنات ويترك السيئات، والمعنى أيضا إحسان العمل ﴿وَاِتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً﴾ حنيفا أي مائلا عن الباطل لأن كل ما سوى الإسلام باطل، والمعنى أحسن الأديان: الميل عن كل ما هو باطل ﴿وَاِتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً﴾ كناية عن المحبة التي اختصه الله بها بعد أن ابتلاه بالمحن فاجتازها، انظر آية [البقرة: ٢/ ١٢٤].
١٢٦ - ﴿وَلِلّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطاً﴾ فهذا هو السبب كي يسلم الإنسان وجهه بالكامل لله وحده، دون غيره من المخلوقات التي لا تملك شيئا ولا تحيط إلا بالجزئيات.
١٢٧ - جريا على عادة القرآن الكريم من تداخل آيات الرسالة والأخلاق مع آيات التشريع إظهارا للعلاقة الأكيدة بين حياة الإنسان الروحية وبين سلوكه الاجتماعي، ينتقل الخطاب إلى بيان بعض أحكام اليتامى والزواج، وفيه عودة لمواضيع الآيات (٣ - ٣٥):