للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما حرّم الصيد لمن كان داخلا في أرض الحرم ولو لم يكن محرما ﴿إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ ما يُرِيدُ﴾ ما يراه صالحا للعباد، بحسب علمه المحيط، وحكمته البالغة.

﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْواناً وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَاِتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ﴾ (٢)

٢ - ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ﴾ لا تجعلوها حلالا، والشعائر جمع شعيرة وهي ما جعل شعارا ومعلما لمناسك الحج والدين والفرائض ﴿وَلا الشَّهْرَ الْحَرامَ﴾ لا تجعلوه حلالا، وهو شهر الحج، وقيل الشهر الحرام اسم جنس للشهور الحرم الأربعة، ذي القعدة وذي الحجة والمحرم ورجب، أنظر آية [التوبة: ٩/ ٣٦]، ﴿وَلا الْهَدْيَ﴾ وهي الأضاحي التي تهدى إلى بيت الله الحرام، لا تتعرضوا لها ﴿وَلا الْقَلائِدَ﴾ مفردها قلادة، وكانوا يعلقونها في عنق الناقة أو البقرة أو الشاة، علامة على أنها هدي لبيت الله، كي لا يتعرض لها أحد حتى تبلغ البيت الحرام، والمعنى لا تنزعوا هذه القلائد من رقاب الهدي، كي لا يتعرض لها أحد بسبب الجهل أو بالغصب أو السرقة أو الحبس ﴿وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ﴾ ولا تحلّوا قتال قاصدي البيت الحرام للعمرة أو الحج، ولا تتعرضوا لهم، ولا تمنعوهم من قصدهم، ولا تقطعوا الطرق عليهم ﴿يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْواناً﴾ أي هؤلاء القاصدين البيت الحرام يبتغون الفضل من ربهم وهو الثواب، وقيل الفضل هو التجارة المباحة لهم في الحج والعمرة، كما يبتغون رضا الله بحجهم أو عمرتهم ﴿وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا﴾ يباح لكم الصيد خارج الحرم بعد حلّكم من الإحرام ﴿وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ أَنْ تَعْتَدُوا﴾ الشنآن هو البغض، وجرم أي اكتسب جرما، والمعنى لا يكون بغضكم لقوم منعوكم أو يمنعونكم من الوصول إلى المسجد الحرام، لا يكون سببا لأن تعتدوا فتكسبوا جرما، والمنع من الوصول إلى المسجد الحرام قد

<<  <  ج: ص:  >  >>