٣٨ - ﴿وَعاداً وَثَمُودَ﴾ من الأمم العديدة التي كذّبت رسلها، انظر [الأعراف ٦٥/ ٧ - ٧٩]، ﴿وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ﴾ ما جرى عليهم من الهلاك ﴿وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ﴾ فجعلها تبدو حسنة في نظرهم، واعتدّوا بأخطائهم ﴿فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ﴾ القويم ﴿وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ﴾ لم يستفد المكذّبون من مقدرة الاستبصار التي أودعهاتعالى في بني آدم، وهي المقدرة على التوصل إلى الحقيقة والتمييز بين الحق والباطل بالدلائل العقلية.
٣٩ - ﴿وَقارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهامانَ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ﴾ الآيات الواضحة من معجزات حسية، ومن وحي إلهي ما هو أكثر من كاف لغير المكابر ﴿فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ﴾ بقوا مصرّين على العناد والمكابرة، معتدّين بأنفسهم ﴿وَما كانُوا سابِقِينَ﴾ ما كانوا فائتين أمره تعالى، وقد أدركهم أمره فعلا بالنهاية البائسة التي وصلوا إليها.
٤٠ - ﴿فَكُلاًّ أَخَذْنا بِذَنْبِهِ﴾ نتيجة طبيعية مترتبة على ذنب كل منهم ﴿فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِباً﴾ كقوم عاد ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ﴾ كثمود ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا بِهِ الْأَرْضَ﴾ كما هي حال قارون ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا﴾ كفرعون وملئه ﴿وَما كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ﴾ اعتباطا ﴿وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ بما اختاروا لأنفسهم من سوء العقيدة والعمل.