﴿يَرَهُ أَحَدٌ﴾ [٧/ ٩٠]، مع أنه تعالى بيّن للإنسان طريق الصواب من الخطأ:
﴿وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ﴾ [١٠/ ٩٠]، وحضّه على عمل الخير: ﴿فَلا اِقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ﴾ [١١/ ٩٠]، فلا بدّ للعصاة في النهاية من تحمل العواقب: ﴿عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ﴾ [٢٠/ ٩٠].
[النظم في السورة]
﷽
﴿الخطاب بالدرجة الأولى للنبي ﷺ، والإشارة لبلده مكة المكرمة، وهو حلّ بها أي مقيم بها، أو بمعنى أن المشركين أحلّوا إيذاءه وقتله بها رغم حرمته وحرمتها، أو أنها أحلّت له يوم الفتح: ﴿لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ﴾ (١ - ٢)
ويحتمل أن يكون الخطاب لبني آدم عامة، والبلد بمعنى الأرض أي الدنيا بمجملها بدليل تتمة الخطاب الذي يشير إلى جنس البشر بقوله: ﴿وَوالِدٍ وَما وَلَدَ﴾ (٣)، وتعبير الوالد يشمل الوالدة أيضا فيقال الوالدان،
والإنسان بالرغم من فترات السعادة القصيرة التي قد يمر بها في دنياه فإنه غالبا يكابد المصاعب والمشاق والابتلاء من كل نوع في الأمن والصحة والمال والولد - راجع آية [البقرة ١٥٥/ ٢]- ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ﴾ (٤)
والغافل يلهث وراء الدنيا والمادة والسلطة والجاه والتسلّط غافلا عن حقيقة ضعفه وقلة حيلته: ﴿أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ﴾ (٥)
بل قد يظنّ الإنسان أنه يستطيع الوصول بإمكاناته المادية إلى أبعد الحدود معتمدا على حوله وقوته، ثم يتوهّم مقاييس الصواب والخطأ من خلال مصالحه الدنيوية فقط: ﴿يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً (٦)﴾