٩٦ - ﴿أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعامُهُ مَتاعاً لَكُمْ﴾ تتمتعون به ﴿وَلِلسَّيّارَةِ﴾ السيّارة بهذا المعنى هم المحرمون بدليل تتمة الآية، والمعنى أن صيد البحر وطعامه حلال للمحرم وغير المحرم ﴿وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ ما دُمْتُمْ حُرُماً﴾ بالنسبة إلى المحرم اقتصر التحريم على صيد البر فقط ﴿وَاِتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ فتحاسبون على عملكم.
٩٧ - ﴿جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنّاسِ﴾ تقوم بها حياتهم الروحية والاقتصادية والاجتماعية، فهي فائدة لهم في دينهم ودنياهم ﴿وَالشَّهْرَ الْحَرامَ﴾ ينعمون بالأمن خلال الشهور الحرم، وفي الحرم على مدار العام، والمقصود بالناس عرب الجزيرة، فقد كان اجتماعهم في الحرم كلّ عام سببا لتقاربهم ولنشوء العلاقات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتهادن بينهم، والشهر الحرام اسم جنس للأشهر الحرم الأربعة ذي القعدة وذي الحجة والمحرم ورجب، وقد تواطأت العرب على تحريم القتال فيها، فيهادن بعضها بعضا على ما قد يكون بينهم من خصومات، يلتقون ويحجّون ويعتمرون ويتاجرون، فيأمن الناس بعضهم بعضا خلال هذه الأشهر كما يأمنون في الحرم، انظر آية [العنكبوت ٢٩/ ٦٧].
﴿وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ﴾ القلائد كانوا يعلقونها في رقبة الأنعام المهداة إلى الكعبة يعرفها الناس بقلائدها فتمر بسلام مع القوافل، وتنحر في الحرم، وتوزّع لحومها على الفقراء، وتقدير الخطاب: والشهر الحرام والهدي والقلائد أيضا جعلناها قياما للناس، فهي معطوفة على البيت الحرام.