للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ﴾ [٤/ ٩٦ - ٥]، ومع ذلك فمنهم من يستكبر ويطغى، ويكتفي بنفسه ويظن أنه مستغن عن الوحي، وينكر الحساب والآخرة، ويدّعي "العلمانية" فليس عنده للدين أي دور في سلامة المجتمع، بل يتطاول على المؤمنين ويضطهدهم، فإن لم يقلع عن غيّه ولم يتب قبل الفوت تكون عاقبته الوخيمة نتيجة طبيعية لما كان عليه من ضلال في دنياه:

﴿كَلاّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنّاصِيَةِ﴾ [١٥/ ٩٦]، وما على المؤمنين في دنياهم سوى الثبات على دينهم والاقتراب من الله قولا وعملا: ﴿كَلاّ لا تُطِعْهُ وَاُسْجُدْ وَاِقْتَرِبْ﴾ [١٩/ ٩٦].

[النظم في السورة]

﴿أمر جبريل النبيّ أن يقرأ القرآن قراءة استيعاب لكي يدعو الناس للإسلام، وأن تكون القراءة مفتتحة ﴿بِاسْمِ رَبِّكَ﴾، أي قل بسم الله ثم اقرأ، وفيها دلالة على وجوب التسمية في ابتداء كل سورة، وقيل المعنى اقرأ القرآن مستعينا باسم ربّك خالق كل شيء: ﴿اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ (١)

خلق الله الإنسان من بويضة ملقّحة، فشتّان ما بين البداية العضوية البسيطة المتواضعة للإنسان وبين ما يؤول إليه العلق من شخصية متكاملة ناضجة ذات امكانات فكرية وروحية هائلة، فأنّى يكون ذلك بالصدفة، بل الله الخالق المدبّر لحياة ذات معنى ومغزى: ﴿خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ﴾ (٢)

ثم تكرار الأمر بالقراءة، وهو وإن كان بالدرجة الأولى للنبي فإنه بالتالي للناس جميعا أن يقرؤوا القرآن الذي أكرم به تعالى بني آدم فيتعلمون منه ما لا يمكنهم التوصل إليه بمعارفهم الدنيوية المجردة: ﴿اِقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ﴾ (٣)

ثم جعل تعالى القلم الذي هو وسيلة الكتابة الأولى رمزا لحفظ علوم البشرية

<<  <  ج: ص:  >  >>