نزلت خلال السنة السادسة من بعثة النبي ﷺ، أي حوالي سبع سنوات قبل الهجرة.
[ارتباط السورة بما قبلها]
اختتمت سورة مريم المتقدمة بأنه تعالى يسّر نزول القرآن الكريم على البشرية بلسان نبيه محمد ﷺ بشيرا ونذيرا: ﴿فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا﴾ (٩٧/ ١٩)، ثم افتتحت سورة طه بأن نزول القرآن على البشرية لم يكن تضييقا لها، وإنما تعميقا لشعورها بالحق والباطل: ﴿طه * ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى * إِلاّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى﴾ (١/ ٢٠ - ٣)، ولبيان أخبار ما سبق من بعث الرسل: ﴿كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْناكَ مِنْ لَدُنّا ذِكْراً﴾ (٩٩/ ٢٠)، وعاقبة الإعراض عن هدي القرآن: ﴿مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً﴾ (١٠٠/ ٢٠)، وحث الناس على التقوى، وتذكرة بالميثاق الفطري المأخوذ عليهم في الأصلاب: ﴿وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً﴾ (١١٣/ ٢٠).