ذلك فيكون يوسف تقلد منصب العزيز عند ملوك الهكسوس لفترة ٨٠ عاما من أصل ١١٠ أعوام فترة وجودهم في مصر، وخلال تلك الفترة هاجر بنو إسرائيل يعقوب إلى مصر لقول يوسف لإخوته: ﴿وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [يوسف ٩٣/ ١٢] وكان عددهم وقتئذ سبعين فقط بحسب سفر التكوين (٢٧/ ٤٦)، ثم بقوا في مصر بعد خروج الهكسوس فحكمهم فراعنة "الإمبراطورية الجديدة" حتى خروجهم مع موسى ﵇ فتكون فترة بقائهم في مصر حوالي أربعة قرون من الزمن ازداد عددهم خلالها حتى بلغ أكثر من ستمئة ألف وقت خروجهم من مصر بحسب ما زعمه سفر الخروج (٣٧/ ١٢)، مما يدل أن الكثير من المصريين دخلوا في ديانتهم وخرجوا من مصر معهم، ومما يدل أيضا أن تعبير بني إسرائيل وقتها لم يكن تعبيرا عنصريا مقتصرا على سلالة يعقوب وإنما شمل كلّ من اهتدى بهدي يعقوب ويوسف وصار مسلما، قال تعالى: ﴿أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِلهاً واحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ [البقرة ١٣٣/ ٢].
[ارتباط السورة بما قبلها]
المناسبة بين سورة يوسف وبين سورة هود المتقدمة أنها متممة لما جاء فيها من قصص الأنبياء ﵈، وهي أطول قصة في القرآن الكريم، وقد اختتمت سورة هود بقوله تعالى: ﴿وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَجاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [هود ١٢٠/ ١١]، ثم تفتتح سورة يوسف بقوله: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ﴾ [٣٧/ ١٢]، وتختتم بقوله تعالى: