للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من شرك، فليسوا سوى مخلوقات من خلقه يعبدون الله، ولا يستحقّون العبادة ﴿إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾ بأحوالهم، محيط علمه القديم بهم.

﴿يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ (٧٦)

٧٦ - ﴿يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾ من عالم الشهادة ﴿وَما خَلْفَهُمْ﴾ من عالم الغيب الذي استأثر الله تعالى بعلمه، ولا يحيطون بشيء منه إلاّ بقدر ما يشاء ﴿وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ خالق كل شيء، ولا يرجع إلى الملائكة والرسل من شيء، فكيف يعبدونهم؟ ويزعمون فيهم الألوهية؟

﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِرْكَعُوا وَاُسْجُدُوا وَاُعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَاِفْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (٧٧)

٧٧ - هذه الآية والتي تليها هي الخلاصة الجامعة للمؤمنين ألاّ يأبهوا لما حولهم من العقائد الباطلة، بل يقوموا بما عليهم من واجب، والله ﷿ يدبر الأمور على النحو الذي يشاء:

﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِرْكَعُوا وَاُسْجُدُوا﴾ أقيموا الصلاة ﴿وَاُعْبُدُوا رَبَّكُمْ﴾ وحده لا إله إلاّ هو ﴿وَاِفْعَلُوا الْخَيْرَ﴾ اقرنوا العبادة بالعمل الصالح ﴿لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ ترجون الفلاح في دنياكم وآخرتكم.

﴿وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اِجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاِعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾ (٧٨)

٧٨ - ﴿وَجاهِدُوا فِي﴾ سبيل دين ﴿اللهِ حَقَّ جِهادِهِ﴾ بكلّ ما يستلزمه جهاد الدعوة من الحكمة والموعظة الحسنة، انظرآيات [النحل ١٢٥/ ١٦] و [الفرقان ٥٢/ ٢٥]، ﴿هُوَ اِجْتَباكُمْ﴾ اختاركم لحمل رسالة الإسلام ﴿وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ لخلوّ العقيدة الإسلامية من أي غموض، ومن أي صعوبة في العبادات، ومن حيث رفض المبالغة في التنسك والزهد، بل إعطاء

<<  <  ج: ص:  >  >>