٤١ - الذين هاجروا في أثناء البعثة النبوية من مكة إلى الحبشة أولا، ثم الذين هاجروا من مكة إلى المدينة قبل فتح مكة في رمضان العام ٨ هجرية، هربا من الاضطهاد الديني، وبعد ذلك صارت الهجرة تعبيرا عن ترك دار الكفر في أي زمن، وقد تكون هجرة روحانية بحتة، وليست هجرة مكانيّة بالضرورة من مكان إلى آخر:
﴿وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي﴾ سبيل ﴿اللهِ﴾ فتركوا دار الكفر، وهي في هذه الحالة هجرة روحانية بحتة، لأن مقارنتهم مع المصرّين على الكفر المشار إليهم في الآيات (٣٧ - ٣٨)، العاملين في اضطهاد غيرهم من المؤمنين ﴿مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا﴾ بسبب إيمانهم ﴿لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً﴾ فينعمون بالراحة النفسية وبالسكينة وبالطمأنينة، وليس بالضرورة بالنعم المادية ﴿وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ﴾ من أجر الدنيا ﴿لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ﴾ لو كان المصرّون على الكفر يعلمون ذلك لآمنوا،
٤٢ - ﴿الَّذِينَ صَبَرُوا﴾ على مشاقّ الهجرة ﴿وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ بعد أن اتخذوا للأمور ما يستطيعون تدبيره دنيويا، أرجعوا الأمور كلها إلى الله فيما لا يملكون من الإمكانات العادية،
٤٣ - بعد أن ذكرت السورة إصرار المشركين على الشرك، الآية (١٧)، وزعمهم أن القرآن ليس سوى أساطير الأولين، الآية (٢٤)، وأنهم مقيّدون بالجبرية وتقليد الآباء والأجداد، الآية (٣٥)﴾، أضافوا القول إن محمدا ﷺ لم يكن سوى بشر فكيف يوحى إليه؟ وهو ما تجيب عليه الآية: