٤٩ - ﴿قالَ فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى﴾ خطاب فرعون موجّه إلى موسى، لأن فرعون سبق أن زعم أنه الرب لقوله: ﴿فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى﴾ [النازعات [٢٤/ ٧٩].
٥٠ - ﴿قالَ﴾ موسى ﴿رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ﴾ فهذا ظاهر في عملية الخلق المستمرة والمتجددة على مر العصور والأزمان، وما على فرعون سوى أن يلتفت حوله ويتأمل ويشاهد الآيات الآفاقية حتى يفيق من غفلته، ﴿ثُمَّ هَدى﴾ هدى تعالى من شاء الهداية، وهدى كل مخلوق لتحقيق ما هو مقدر له في دنياه على قدره، ونظيره قوله تعالى: ﴿سَبِّحِ اِسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (*) * الَّذِي خَلَقَ فَسَوّى (*) * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى﴾ [الأعلى: ١/ ٨٧ - ٣].
﴿قالَ فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى﴾ (٥١)
٥١ - ﴿قالَ﴾ فرعون ﴿فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى﴾ يعني الأمم البائدة التي عبدت العديد من الآلهة؟ حيث تزعم الآن يا موسى أنها لن تنجوا من العقاب؟
٥٢ - ﴿قالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي﴾ لا شأن لي بها، فهذا من أمور الغيب، استأثر الله بعلمه، وليست وظيفتي أن أخبرك بمصيرها، ولا عقابها، أو إن كان قد غفر لها، فهذا من شأن ربّ الأرباب وحده، يقرر مصيرها في الحياة الآخرة، فهو يعلم دوافعها وأخطاءها ويقرر أخلاقياتها من عدمها ﴿فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى﴾ لا يغيب عن علمه القديم شيء.