للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ﴾ (٨٣)

٨٣ - ﴿يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ﴾ نعمه الكثيرة المشار إلى بعضها آنفا ﴿ثُمَّ يُنْكِرُونَها﴾ جحودا واستكبارا ﴿وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ﴾ الأكثرية يغطّون الحقيقة عن أنفسهم،

﴿وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً ثُمَّ لا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ﴾ (٨٤)

٨٤ - بعد أن بينت الآية السابقة أن أكثر الناس كافرون يتعامون عن الحقيقة، تصف الآيات (٨٤ - ٨٩) مآلهم بعد خروجهم من الدنيا ودخولهم الآخرة:

﴿وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً﴾ وهم الأنبياء يشهدون، رمزيا، على أممهم أنهم بلّغوا الرسالة فأصبح الحق واضحا من الباطل ﴿ثُمَّ لا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا﴾ لا يؤذن لهم التكلم بأعذار فاسدة ﴿وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ﴾ لا يسمح لهم بالاستعتاب وهو طلب الرضا من الله تعالى، بالدعاء أو العمل يصححون به أخطاءهم، لأن الآخرة ليست بدار تكليف، وباب الدعاء والعمل قد أغلق بالخروج من الدنيا وبالدخول في الآخرة،

﴿وَإِذا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذابَ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ﴾ (٨٥)

٨٥ - ﴿وَإِذا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذابَ﴾ المترتب على أعمالهم في الدنيا، لأن الآخرة ليست سوى استمرار لها ﴿فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ﴾ بمقتضى العدالة، لأن حجم العذاب يتناسب وحجم المعصية والانحراف ﴿وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ﴾ لا يمهلون للعودة إلى الدنيا، وأوان التوبة قد فات،

﴿وَإِذا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ قالُوا رَبَّنا هؤُلاءِ شُرَكاؤُنَا الَّذِينَ كُنّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ﴾ (٨٦)

٨٦ - ﴿وَإِذا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ﴾ الذين كانوا يعبدونهم من دون الله، أو ينسبون لهم من صفات الألوهية، أو زعماءهم الذين كانوا يطيعونهم في

<<  <  ج: ص:  >  >>