٨٤ - بعد أن بينت الآية السابقة أن أكثر الناس كافرون يتعامون عن الحقيقة، تصف الآيات (٨٤ - ٨٩) مآلهم بعد خروجهم من الدنيا ودخولهم الآخرة:
﴿وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً﴾ وهم الأنبياء يشهدون، رمزيا، على أممهم أنهم بلّغوا الرسالة فأصبح الحق واضحا من الباطل ﴿ثُمَّ لا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا﴾ لا يؤذن لهم التكلم بأعذار فاسدة ﴿وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ﴾ لا يسمح لهم بالاستعتاب وهو طلب الرضا من الله تعالى، بالدعاء أو العمل يصححون به أخطاءهم، لأن الآخرة ليست بدار تكليف، وباب الدعاء والعمل قد أغلق بالخروج من الدنيا وبالدخول في الآخرة،
٨٥ - ﴿وَإِذا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذابَ﴾ المترتب على أعمالهم في الدنيا، لأن الآخرة ليست سوى استمرار لها ﴿فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ﴾ بمقتضى العدالة، لأن حجم العذاب يتناسب وحجم المعصية والانحراف ﴿وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ﴾ لا يمهلون للعودة إلى الدنيا، وأوان التوبة قد فات،
٨٦ - ﴿وَإِذا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ﴾ الذين كانوا يعبدونهم من دون الله، أو ينسبون لهم من صفات الألوهية، أو زعماءهم الذين كانوا يطيعونهم في