للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩٩ - ﴿قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ﴾ كانوا وما زالوا يحاولون صدّ ضعاف العقول عن الإسلام بشتى الافتراءات، والبعثات التنصيرية التي يبثونها اليوم في بلاد المسلمين في آسية وإفريقية خير شاهد على ذلك ﴿تَبْغُونَها عِوَجاً﴾ يريدون ادخال الشبهات على الإسلام بمحاولة اظهاره معوجّا عن الحق ﴿وَأَنْتُمْ شُهَداءُ﴾ على صحة ما أوتيه النبي وبشهادة كتبكم، انظر شرح الآية (٨١) ﴿وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعْمَلُونَ﴾ فيجازيكم بأعمالكم.

﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ﴾ (١٠٠)

١٠٠ - بعد أن عاب تعالى على أهل الكتاب كفرهم بآياته، بل سعيهم في حثّ الآخرين على الكفر بالصدّ عن الإسلام، انتقل تعالى إلى مخاطبة المؤمنين:

﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ﴾ المصرّون على الكفر والعدوان من اليهود والمسيحية يريدون بكم السوء، فإن استجبتم لهم وأطعتموهم باتباع أهوائهم وأهوائكم، أوقعوا بينكم الفتنة والعداوة والاقتتال، فتصبحوا بذلك كافرين.

﴿وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ (١٠١)

١٠١ - ﴿وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ﴾ بأن تطيعوهم ﴿وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ﴾ عندكم القرآن فيه هدايتكم ﴿وَفِيكُمْ رَسُولُهُ﴾ وعندكم سنّة رسول الله ﴿وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ﴾ بكتاب الله، والاعتصام بالشيء هو التمسّك به لمنع الوقوع في مصيبة، والمقصود حث المسلمين على الوحدة والتمسك بهدي القرآن بعد تحذيرهم في الآية السابقة من طاعة أهل الكتاب ﴿فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ أي إلى الطريق الصحيح، وقد استخدم الفعل الماضي في جواب الشرط لتأكيد تحقق الهدى لمن يعتصم بكتاب الله وسنة رسوله .

<<  <  ج: ص:  >  >>