الحكومة الإسرائيلية، وهو الكتاب الأكثر شعبية في إسرائيل من هذا النوع في الوقت الحاضر.
فمن سننه تعالى في خلقه أنّ من شأن مثل هذا الكبر والضلال، بل أقل منه بكثير، أن يصرف أصحابه عن النظر في الحق والآيات، ولمّا كان تعالى قد سنّ قوانين الكون بكاملها فإنه ينسب الصرف عن الآيات إلى ذاته العلية، وإن كان ذلك نتيجة طبيعية لسلوك الإنسان وخياره الحر، وذلك مكرر في العديد من آيات القرآن الكريم، انظر شرح آية [البقرة ٧/ ٢]، والآية استمرار لما سبقها بمعنى أن مآل الفاسقين الموصوفين في الآية السابقة، هو الضلال عن الآيات ﴿وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها﴾ تعمى بصائرهم عن الحقيقة، وقد رأى بنو إسرائيل منذ خروجهم من مصر الكثير من الآيات، كفلق البحر، وتظليل الغمام عليهم في سيناء، ونزول المن والسلوى ﴿وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً﴾ وهو ما جاءهم به موسى ﴿وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً﴾ كاتباع ما يزعم أحبارهم أنه وحي، والإشارة أيضا عامة لمن يعتقدون أن الفكر هو المقياس الوحيد للحق والباطل، وللخير والشر، وللصحيح والخطأ، ويرفضون الخضوع للمقياس الأخلاقي المطلق، وهو مقياس الوحي ﴿ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ﴾ ذلك الصرف عن الآيات وعدم الإيمان بها، وعدم اتخاذ سبيل الرشد، واتخاذ سبيل الغيّ، كل ذلك بسبب اختيارهم التكذيب بالآيات على التصديق بها، وبسبب كونهم غافلين عن حقيقتها، وتركيزهم على المادة والأهواء والشهوات، فاجتمع عندهم التكذيب والغفلة معا، وهذه الآية قاعدة اجتماعية عامة ليست مقتصرة على بني إسرائيل، ثم بيّن تعالى في الآية التالية عاقبة أمثالهم:
١٤٧ - ﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ﴾ الملاحظ أن كتب اليهود، أي العهد القديم ومن ضمنه ما يزعم أنه التوراة التي حررها