للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والصدقة تطلق على الفرض وعلى النفل، أمّا الزكاة فلا تطلق إلاّ على الفرض، قال تعالى ﴿خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ﴾ [التوبة ١٠٣/ ٩] فسمّى الزكاة صدقة، ﴿لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ﴾ اختلفوا في كون الفقير أسوأ حالا من المسكين أم العكس؟ وعلى أية حال هما قسمان لصنف واحد من الناس يختلفان بالوصف لا بالجنس من حيث كونهما يستحقان أخذ الزكاة ﴿وَالْعامِلِينَ عَلَيْها﴾ الذين يقومون بجبايتها، وفي التعبير الحديث هي المصاريف الإدارية المترتبة على جمع الزكاة وتوزيعها من قبل الجمعيات الخيرية على المستحقين ﴿وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ﴾ ترغيبا لقلوبهم في الإسلام، وفي الحالة العامة لأغراض الدعوة الإسلامية في المناطق التي يؤمل نشر الإسلام فيها، فتصرف على تحسين أحوال السكان المعيشية والصحية والثقافية مع إنشاء المرافق الدينية لهم ﴿وَفِي الرِّقابِ﴾ في الإعتاق من الرقيق ﴿وَالْغارِمِينَ﴾ الذين عليهم دين يشق أداؤه، واشترطوا أن يكون في غير معصية، وأصل الغرم في اللغة ما يشق، والغرام العذاب اللازم [الفرقان ٦٥/ ٢٥]، ومنه سمّي العشق غراما لكونه شاقا ولازما بصاحبه ﴿وَفِي سَبِيلِ اللهِ﴾ الإنفاق على الجهاد في سبيل الله بمعناه الواسع، معنويا وحرفيا، وليس مقتصرا على القتال ﴿وَاِبْنِ السَّبِيلِ﴾ الذي انقطعت به السبل المادية في السفر فلا يستطيع العودة إلى بلده، سواء بصورة مؤقتة أو شبه دائمة، بمن فيهم اللاجئين والهاربين من الاضطهاد ﴿فَرِيضَةً مِنَ اللهِ﴾ أي فرض تعالى الزكاة فريضة لهم، واجبة عليكم ﴿وَاللهُ عَلِيمٌ﴾ بأحوال عباده ﴿حَكِيمٌ﴾ في إنزال الشرع عليهم وفي تصريف أمورهم.

﴿وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ﴾ (٦١)

٦١ - استمرار الخطاب عن جهالات المنافقين: ﴿وَمِنْهُمُ﴾ من المنافقين ﴿الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ﴾ بالطعن والذم ﴿وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ﴾ يتهمونه بعدم الدقة في تمييز ما يسمع، والاغترار بالكلام وسرعة الانخداع والتسليم لمخاطبيه، وأنه

<<  <  ج: ص:  >  >>