للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة الحشر - ٥٩ - مدنية]

[الخلفية التاريخية]

معظم سورة الحشر (الآيات ٢ - ١٧) متعلقة بالنزاع الذي حدث بين مجتمع المدينة المسلم وبين يهود المدينة من بني النضير والذي انتهى بطردهم منها، وتسمى أيضا (سورة بني النضير)، فبعد هجرة النبي وأصحابه إلى المدينة عقد النبي مع يهود بني النضير اتفاقا تعهدوا بموجبه الوقوف على الحياد في نزاع المسلمين مع كفار قريش، ثم بعد ظفر المسلمين على قريش في غزوة بدر العام ٢ للهجرة أعلن زعماء بنو النضير من تلقاء أنفسهم أن محمدا هو حقا النبي المنتظر المذكور في كتبهم (سفر التثنية ١٨/ ١٨)، ثمّ بعد عام من ذلك عندما انتهت غزوة أحد بشبه هزيمة للمسلمين، راجع سورة [آل عمران ١٢١/ ٣ - ٧٥]، خان بنو النضير عهدهم مع الرسول وتآمروا على قتله، وعقدوا حلفا مع قريش بهدف التخلص من المسلمين نهائيا بحسب زعمهم، فكان أن أنذرهم النبي بأحد أمرين: إما الحرب، أو مغادرة المدينة بجميع ممتلكاتهم، وفي الحالة الثانية يسمح لهم بالعودة إلى المدينة سنويا لقطف ثمار نخيلهم بمعنى أن تبقى مزارعهم ملكا لهم، فتظاهر اليهود بقبول العرض الثاني وطلبوا مهلة عشرة أيام للمغادرة وافق عليها النبي فاتصلوا خلالها مع

<<  <  ج: ص:  >  >>