للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿قُلْ آمَنّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ عَلَيْنا وَما أُنْزِلَ عَلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ (٨٤)

٨٤ - ﴿قُلْ آمَنّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ عَلَيْنا﴾ وهو القرآن الكريم بالدرجة الأولى، لأنّه المقياس الوحيد الذي على ضوئه يمكن تمحيص سائر الكتب المنزلة الأخرى التي سيرد ذكرها، ومعرفة الصحيح من الخطأ فيها بعد ما بدّل فيها أصحابها وأدخلوا عليها ﴿وَما أُنْزِلَ عَلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ﴾ نقرّ أنهم كانوا على دين واحد تمّم بعضه بعضا، وأن مصدر الدين واحد وهو الوحي الإلهي، انظر آيات [البقرة: ٢/ ١٣٦] و [المائدة: ٤/ ١٥٠] ﴿وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ مسلمون أمرنا لله، ومستسلمون لأمره الذي نزل وحيا على جميع أنبيائه، ومؤمنون بخاتم الرسالات التي اكتملت بها الأديان السابقة، انظر آية [المائدة: ٥/ ٣] في إكمال الدين.

﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ﴾ (٨٥)

٨٥ - ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ﴾ لأنّ الإسلام ليس مجرّد ملّة أو نحلة أو مذهب، وإنّما هو التوحيد والاستسلام لله والإيمان بكل الوحي الذي نزل على الأنبياء على النحو المذكور في الآيات السابقة، فالدين عند الله واحد، والحقيقة التي جاء بها الأنبياء واحدة متكاملة، فلا يصح التسليم بقسم منها وإنكار بعضها الآخر، كما أنّ الأنبياء بهذا المعنى مسلمون جميعا ﴿وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ﴾ لأنّه رفض استيعاب الحقيقة أو تعامى عنها.

﴿كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ﴾ (٨٦)

٨٦ - ﴿كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ﴾ وهم اليهود والنصارى والمعنى أن الله تعالى لن يجبرهم على الإيمان قسرا، لأن كلمته سبقت بأن أعطى

<<  <  ج: ص:  >  >>