للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿قالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً﴾ (٧٦)

٧٦ - ﴿قالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِي﴾ سأله موسى أن يعطيه فرصة أخيرة، إن تكرر منه السؤال يترك صحبته ﴿قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً﴾ قد سمعت كثيرا من الأعذار منّي،

﴿فَانْطَلَقا حَتّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اِسْتَطْعَما أَهْلَها فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ قالَ لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً﴾ (٧٧)

٧٧ - ﴿فَانْطَلَقا﴾ معا متابعين السير ﴿حَتّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اِسْتَطْعَما أَهْلَها﴾ طلبا الطعام من أهل القرية ﴿فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما﴾ بعكس قواعد الضيافة المعروفة عند البدو، ولعلّ أخلاق أهل القرية كانت مغايرة لأخلاق البدو في الكرم ﴿فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ﴾ جدارا كان على وشك الانهيار ﴿فَأَقامَهُ﴾ الخضر، وأعاد بناءه ﴿قالَ﴾ موسى ﴿لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً﴾ أجرا قد نشتري به طعاما،

﴿قالَ هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً﴾ (٧٨)

٧٨ - ﴿قالَ هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ﴾ هذا نهاية المطاف فيما سبق واتفقنا عليه من صحبتك لي ﴿سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ﴾ بما سوف تؤول إليه الأمور في عاقبتها ﴿ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً﴾ ممّا لم تستطع الصبر عليه لمعرفة العواقب، وممّا هو خارج إدراكك،

﴿أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً﴾ (٧٩)

٧٩ - ﴿أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ﴾ يكسبون منها معاشهم ﴿فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها﴾ مؤقتا ﴿وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً﴾ كي لا يغتصبها الملك منهم إذ يجدها غير صالحة للملاحة،

<<  <  ج: ص:  >  >>