للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العذاب إنما استحقوه بمحض حريتهم واختيارهم وعد الشيطان: ﴿وَقالَ الشَّيْطانُ لَمّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ﴾ (٢٢)،

ولذا تقارن السورة مثل الكلمة الطيبة: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ﴾ وهي شهادة أن لا إله إلاّ الله، وقيل هي القرآن، وقيل دعوة الإسلام، وقيل التسبيح والتنزيه، وقيل الثناء على الله تعالى، وقيل كل كلمة حسنة أي هي الكلمة الطيبة بأوسع معانيها فهي في جهة العلوّ،

مع مثل الكلمة الخبيثة: ﴿وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اُجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ﴾ (٢٦) التي هي كلمة الكفر، والدعاء إليه، والدعاء لغير الإسلام، أو الكذب، أي هي الكلمة الخبيثة بأوسع معانيها بما يتمثل فيها من معاني الكفر والضلال والإضلال والزيف والنفاق والأخلاق والصفات الذميمة الخبيثة، وتأثيرها مؤقت لأن الباطل إلى زوال، كما أن الكافر والخبيث لا يصعد له عمل ولا يتقبّل منه شيء، (الآية ١٨)، وأمثالهم قد بدّلوا نعمة الله كفرا:

﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ﴾ (٢٨)، غير أن الله تعالى يمهلهم ولا يهملهم: ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غافِلاً عَمّا يَعْمَلُ الظّالِمُونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ﴾ (٤٢).

وفي الآيات (٣٥ - ٤١) تضرب السورة مثالا جانبا من قصة إبراهيم ودعائه.

﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾

﴿١ - ﴿الر (١)﴾ الله أعلم بمراده، وردت ﴿الر﴾ في ست سور متتالية هي (يونس - هود - يوسف - الرعد - إبراهيم - الحجر) غير أنها وردت في سورة الرعد ﴿المر﴾ بزيادة حرف الميم، راجع شرح آية [البقرة ١/ ٢]، وشرح آية [يونس ١/ ١٠]،

<<  <  ج: ص:  >  >>