للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿فيلزمون الحذر ولا يدّعون الكمال لأنفسهم: ﴿إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ﴾ (٢٨)، لأنّ الغواية والضلال غير مقتصرة على الكفار بل قد تطال المؤمنين أيضا لقوله تعالى: ﴿وَاِتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاِعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ﴾ [الأنفال ٢٥/ ٨]،

ولا يتهالكون وراء رغباتهم الجنسية بما يخالف الشريعة: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ * إِلاّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ اِبْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ﴾ (٢٩ - ٣١)

ويردّون الأمانات ويحفظون العهد: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ﴾ (٣٢)، وفي الحديث: (لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له).

ويحفظون حقوق العباد بعدم التهرب من الشهادة بل بإقامتها على وجهها الصحيح: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ﴾ (٣٣)

وصلاتهم ليست رياء ونفاقا ولا مجرد طقوس: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ﴾ (٣٤) بل يقومون بجميع حقوقها بما يقتضيه الإسلام من حسن الخلق وحسن المعاملة والأمانة.

فهؤلاء المصلّون، على النقيض من المشار إليهم بالآية (٢)، يؤول مصيرهم إلى النعيم: ﴿أُولئِكَ فِي جَنّاتٍ مُكْرَمُونَ﴾ (٣٥)

وإذا كانت الأمور على هذا النحو فما للكفار يستعجلون ويتخبطّون:

﴿فَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ﴾ (٣٦)

ويحاولون تبرير أعمالهم وأفكارهم بنظريات متناقضة، علما أنّ الأغلبية ليست دليلا على الصواب: ﴿عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ (٣٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>