٢٧ - ﴿وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً﴾ ولكن خلقناهما بمعنى ومغزى ﴿ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ الكفار يظنّون أنّ الخلق ثمّ اعتباطا بلا معنى، وفي ذلك محاولة للتهرب من مسؤولياتهم، ما يؤدي بهم إلى العمى الروحاني ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النّارِ﴾ إذ لا مفرّ لهم من المسؤولية والحساب.
٢٨ - ﴿أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ﴾ فتفقد الحياة مغزاها إن لم يكن هنالك ثواب وعقاب في الآخرة ﴿أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجّارِ﴾ بلا أي اعتبار للعدالة؟
٢٩ - بعد أن ذكرت الآية (٢٦)﴾ إنّ داوود حكم بشرع التوراة، وبيّنت الآيتان (٢٧ - ٢٨) أن الخلق ذو مغزى، تبيّن هذه الآية أن القرآن الكريم مهيمن على شرع التوراة، ومصحح لما اختلق اليهود من افتراءات على أنبيائهم داوود وسليمان وغيرهم:
﴿كِتابٌ﴾ أي هذا كتاب، وهو القرآن الكريم ﴿أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ﴾ أيها الرسول، وأيها الإنسان ﴿مُبارَكٌ﴾ كثير الخيرات ﴿لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ﴾ ليتفكّروا في الآيات، وإن الحياة الدنيا مرحلة أولى تتبعها الآخرة ﴿وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ﴾ ذوو العقول النيّرة.