هذا المنوال، والعبرة بالأكثرية، لأن القليل النادر لا تأثير له في الصلاح أو الفساد العام ﴿وَاللهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ﴾ فيجازيهم عليه، كما في الآية (٣٣)، وأيضا قوله تعالى مخاطبا بني إسرائيل ﴿وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا﴾ [الإسراء: ١٧/ ٨] أي إن عدتم إلى الإفساد، أو إن عدتم عن التوبة، عدنا إلى عقابكم، وهو مغزى التكرار في قوله تعالى: ﴿فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تابَ اللهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا﴾.
٧٢ - استمرار الخطاب عن بني إسرائيل: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ اِبْنُ مَرْيَمَ﴾ وهم أتباع بولس الذي ابتكر هذه العقيدة ابتداء، ثم فرضها قسطنطين الكبير إمبراطور روما بمرسوم إمبراطوري، في المؤتمر المسكوني الأول يوم ٢٠ مايو ٣٢٥ م، الذي انعقد في نيقية - حاليا إزنيق في تركية - على مسافة ١٩٥ كم جنوب بيزنطة - حاليا إستانبول -، انظر شرح الآيات (١٤ و ٤٧)، والنص الإمبراطوري الذي فرضه قسطنطين - الذي كان وثنيا لتاريخه - هو التالي: - أن عيسى المسيح بصفته ابن الله هو الله نفسه، ليس مخلوقا ولكن ناشئا عن الله الأب، ومتحدا معه في الجوهر - وقد تم فرض هذا المبدأ على أنحاء الإمبراطورية بقوة الجيش والاضطهاد.
﴿وَقالَ الْمَسِيحُ يا بَنِي إِسْرائِيلَ اُعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ﴾ الخطاب موجّه إلى بني إسرائيل لسببين: أولا أنه كان مبعوثا إليهم ابتداء، وثانيا أن اليهود هم الذين ابتكروا بعده تأليه المسيح، ونشروا هذه العقيدة المسيحية، وطمسوا تعاليم عيسى ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْواهُ النّارُ وَما لِلظّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ﴾ وقد بقي قول المسيح بعبادة الله الأحد في أسفار النصارى شاهدا على الحقيقة لم يلحقه الحذف والتشويه (سفر متّى ٤/ ١٠)، (سفر لوقا ٤/ ٨)، (سفر