للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿ثم يصل الغرور بالبعض إلى حالة بين الشك واليقين ليس فقط في الإسلام، وإنما أيضا في العاقبة والحساب: ﴿كَلاّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ﴾ (٩)،

والله تعالى محيط بأفعالهم: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ * كِراماً كاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ﴾ (١٢)

فيؤول مصير الأبرار منهم إلى النعيم كنتيجة طبيعية لما كانوا عليه في دنياهم من الإيمان والاستبصار والعمل الصالح: ﴿إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ﴾ (١٣)

وكذا مصير الفجار إلى الجحيم كنتيجة استمرارية لفجورهم في دنياهم:

﴿وَإِنَّ الْفُجّارَ لَفِي جَحِيمٍ * يَصْلَوْنَها يَوْمَ الدِّينِ * وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ﴾ (١٤ - ١٦)

وأن العقل البشري بل خياله وخبرته كلها قاصرة عن استيعاب أو معرفة حقيقة الآخرة والنعيم والجحيم إلا بصورة رمزية كما تشير لها الآيات المتشابهات، فلا نعرف إلاّ قبسا ضئيلا من حقيقتها: ﴿وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ * ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ﴾ (١٧ - ١٨)

حيث المسؤولية يومئذ فردية، وحيث تنزع السلطات من الزعماء والرؤساء والملوك ويعود الأمر لله وحده: ﴿يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلّهِ (١٩)﴾، ونظيره قوله تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ﴾ [محمد ١٩/ ٤٧].

<<  <  ج: ص:  >  >>