للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ (٤)

٤ - ﴿وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ﴾ ولكنها مختلفة في طبيعة التربة وصلاحيتها للزرع ونوع الزرع الذي تنبت ﴿وَجَنّاتٌ﴾ حدائق وبساتين ﴿مِنْ أَعْنابٍ﴾ من أشجار الكروم ﴿وَزَرْعٌ﴾ من كل نوع ﴿وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ﴾ ذات فروع مشتركة بجذر واحد ﴿وَغَيْرُ صِنْوانٍ﴾ منفردة بجذر واحد ﴿يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ﴾ لا اختلاف فيه سواء كان من المطر أو النهر أو الينابيع، ومع ذلك تختلف ثمارها: ﴿وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ﴾ يختلف طعم بعض الأصناف عن طعم أصناف أخرى رغم وجود التشابه في ماء السقاية وتشابه التربة، وفي آيات [الأنعام ١٤١/ ٦، ٩٩] مزيد من التفصيل وبيان مغزى الخلق والبعث ﴿إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ﴾ باهرة ومقنعة ﴿لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ يستخدمون عقولهم على الوجه السليم.

﴿وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذا كُنّا تُراباً أَإِنّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولئِكَ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ﴾ (٥)

٥ - ﴿وَإِنْ تَعْجَبْ﴾ أيها النبي، أو أيها العاقل، أو أيها المؤمن، من معجزات الخلق هذه ﴿فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذا كُنّا تُراباً أَإِنّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ الأعجب من آيات الخلق كفر الكافر مع كل هذه المعجزات والآيات الباهرات التي يستطيع المرء أن يدركها بالملاحظة، والدالّة على وجود قدرة خالقة مهيمنة، والأكثر عجبا أولئك الذين قد يؤمنون بوجود الخالق غير أنهم يشكّون في البعث والجزاء - كما هي الحال عند بعض اليهود - فما دام أن الخالق أوجد الكون والحياة على النحو الذي نشاهد فما الذي يمنع من الخلق ثانية على نحو لا نستطيع الآن إدراكه ﴿أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ﴾ دون حجة ولا برهان ﴿وَأُولئِكَ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ﴾ الآن في هذه الحياة الدنيا قبل الآخرة، فالأغلال الدنيوية كناية عن استسلامهم لأوهامهم واغترارهم بالحياة الدنيا وامتناعهم عن الإيمان وعبوديتهم

<<  <  ج: ص:  >  >>