للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿ثُمَّ إِذا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ﴾ (٥٤)

٥٤ - ﴿ثُمَّ إِذا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ﴾ رفع ما مسّكم من الضرّ ﴿إِذا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ﴾ يتجدد إشراكهم به تعالى، بعبادة آلهة وهمية، أو بالجري وراء أطماع دنيوية بحتة، وينسبون كشف الضرّ إلى حولهم وقوّتهم، أو إلى "الحظ"، أو إلى أسباب مادية بحتة،

﴿لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ (٥٥)

٥٥ - ﴿لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ﴾ من النعم المادية والروحانية، ونعمة كشف الضرّ عنهم، واللام لام العاقبة، أي عاقبة تضرعهم لم تكن إلاّ كفرا ﴿فَتَمَتَّعُوا﴾ بكشف الضر عنكم حتى حين، لأن الله تعالى يمهلهم للتوبة، ولا يعاجلهم بالعقاب ﴿فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ عاقبة أمركم،

﴿وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمّا رَزَقْناهُمْ تَاللهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ﴾ (٥٦)

٥٦ - الخطاب متعلق بالآيات الثلاث السابقة: ﴿وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمّا رَزَقْناهُمْ﴾ يعلمون أن الله تعالى خالقهم ويضرّهم وينفعهم، ثم يجعلون لما لا يعلمون من الآلهة الوهمية، نصيبا في الألوهية، فيعتقدون أنها تضرهم وتنفعهم ﴿تَاللهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ﴾ لأن الإنسان في موقع المسؤولية، فسوف يحاسب المفترون على افترائهم الكذب،

﴿وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ﴾ (٥٧)

٥٧ - ﴿وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ الْبَناتِ﴾ لأنهم زعموا في الجاهلية أن آلهتهم الوهمية، اللات والعزّى ومناة، بنات الله، كما زعموا أن الملائكة بنات الله أيضا، وهذا الزعم يتكرر عند المسيحية بشكل آخر، إذ يقولون إن عيسى المسيح ابن الله ﴿سُبْحانَهُ﴾ تنزيه له تعالى عن نسبة الولد إليه ﴿وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ﴾ من الأولاد الذكور، أو من متاع الدنيا الزائل الذي يلهثون وراءه،

<<  <  ج: ص:  >  >>