٨٧ - ﴿وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ﴾ يوم القيامة ﴿فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ﴾ وهو ما يعتري الجميع عند البعث والنشور ﴿إِلاّ مَنْ شاءَ اللهُ﴾ ألا يفزع ﴿وَكُلٌّ﴾ كل واحد منهم ﴿أَتَوْهُ داخِرِينَ﴾ أذلاّء.
٨٨ - ﴿وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً﴾ كتلة جامدة لا تتحرك ﴿وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ﴾ لأن الدنيا حالة عابرة، في حين أنّ الدوام للآخرة، انظر [إبراهيم ٤٨/ ١٤]، وهنالك معنى علمي أيضا لمرور الجبال مرّ السحاب، وهو أنّ المادة مكونة في أكثرها من الفراغ، ولذا فهي تمر مرّ السحاب، بدليل تتمة الآية:
﴿صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾ من صنع كلّ شيء من الذرات المكوّنة من نواة وإلكترونات تدور حول النواة في الفراغ، فجعلها تمرّ مرّ السحاب، ويحتمل أيضا أنها تمر مرّ السحاب مع دوران الكرة الأرضية ﴿إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ﴾ من كان صنعه بهذا الإتقان، فهو جدير أن يكون خبيرا بأفعال العباد، أما حقيقة الجبال في الآخرة فتدلّ عليه الآيات: ﴿وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً * فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً * لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً﴾ [طه ١٠٥/ ٢٠ - ١٠٧].
٨٩ - ﴿مَنْ جاءَ﴾ يوم الحساب ﴿بِالْحَسَنَةِ﴾ بالأعمال الحسنة وهو مؤمن ﴿فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها﴾ لأن للذين أحسنوا الحسنى وزيادة فوق حسناتهم، انظر شرح [يونس ٢٦/ ١٠]، ﴿وَهُمْ﴾ المحسنون ﴿مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ﴾ يوم القيامة.