للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (٤٢)

٤٢ - ﴿وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ﴾ الإشارة إلى تلاعب أحبارهم بكتبهم المقدسة ﴿وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ﴾ بإغفالهم المتعمّد لنصوص كتبهم مما لا يوافق هواهم ﴿وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ الحقّ، أو أنتم تعلمون أنكم على الباطل، فهم يتعمّدون تفسير كتبهم على نحو باطل، ومن ذلك النص الذي ورد في سفر (التثنية ١٨/ ١٨) مخاطبا موسى : «أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه»، والواضح أن العرب هم المقصودين بكلمة «إخوتهم» وخاصة العرب المستعربة من ذرية إسماعيل، ومنهم قريش قبيلة النبي ، والنص يشير بوضوح إلى بعث النبي الموعود من سلالة إسماعيل، وقد كان العرب الأمّيون يطلبون المشورة من اليهود بشأن بعثة الرسول لما توهّموه عن اليهود من إيمانهم بالأنبياء وخبرتهم بالكتب المقدسة، فكان اليهود يستغلّون هذه الأسئلة لإدخال الشكوك والهواجس والريبة في أذهان الناس، والافتراء على النبي ، واتّباع أسلوب المناقشات الجدلية حول مسائل فرعية افتراضية، كما هي عادتهم في التضليل والمراوغة حتى الآن.

﴿وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاِرْكَعُوا مَعَ الرّاكِعِينَ﴾ (٤٣)

٤٣ - ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ﴾ بعد دعوة اليهود إلى الإسلام، دعاهم الى إقامة الصلاة على تمامها وإيتاء الزكاة، ولكن اليهود اعتادوا على صلاة بالشكل وليس بالروح، وأكلوا الربا بدلا من إيتاء الزكاة، والزكاة هي الصدقة المفروضة لتزكية المال وتزكية النفس من الأنانية ومنها اشتق الاسم، والصدقة تطلق على الفرض وعلى النفل ﴿وَاِرْكَعُوا مَعَ الرّاكِعِينَ﴾ أي اركعوا مع المسلمين في الصلاة، بمعنى صيروا مسلمين مثلهم.

﴿أَتَأْمُرُونَ النّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾ (٤٤)

<<  <  ج: ص:  >  >>