نزلت (آل عمران) في المدينة على مراحل ابتدأت بعد معركة بدر (رمضان عام ٢ للهجرة) واستمرت حتى معركة أحد (شوال عام ٣ للهجرة) وما بعدها، وقد ورد اسم (آل عمران) الذي يرمز إلى سلالة النبوة لموسى وعيسى ﵉ في (الآية ٣٣) ولذا رمز لها بهذا الاسم.
[الخلفية التاريخية]
كان المسلمون وقت نزول السورة يتعرضون لمحن شديدة وابتلاء، وكانوا في حالة من القلق بعد أن أدّى انتصارهم في معركة بدر إلى تحفّز قريش وقبائل الجزيرة العربية ضدّهم، وقد تحمّلت المدينة المنوّرة بنتيجة معركة بدر عداوة الكثير من القبائل المجاورة والبعيدة حتى بدا للمسلمين في بعض الأوقات أنّ اجتياح المدينة من قبل أعدائهم أصبح وشيكا، يضاف إلى ذلك المصاعب الاقتصادية التي تحمّلتها المدينة، ليس أقلّها التكيف مع استيعاب المهاجرين الجدد من مكة، ثم إنّ قبائل اليهود حول المدينة كانت تعمل جاهدة للكيد بالمسلمين فبعد معركة بدر كان اليهود يحثّون قريشا علنا على الانتقام لهزيمتهم، ممّا اضطرّ النبيّ ﷺ لطرد أشدّهم عداوة وهم بنو قينقاع من ضواحي المدينة، ولكن الباقين منهم استمروا في الكيد للمسلمين بالتآمر مع منافقي المدينة ومشركي الحجاز، ولشدّة ألم قريش من هزيمتها في بدر كان تحريض اليهود لها بمثابة صب الزيت على النار، وما لبثت قريش أن حشدت قواها لمعركة أحد التي لعب المنافقون