للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للمادة، فكأنهم مقيدون بقيود التقليد لا يرجى فكاكهم ﴿وَأُولئِكَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ﴾ لا ينفكون عنها نتيجة طبيعية لما كانت عليه نفوسهم في الدنيا.

﴿وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقابِ﴾ (٦)

٦ - ﴿وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ﴾ يقولون ذلك إمعانا في التحدي، ومن قبيل السخرية يطلبون نزول العقاب بهم - قبل أوانه - إنكارا منهم لإمكانية حدوثه، وهذا التحدي منهم بلغ مبلغ الحماقة فقد أغلقوا عقولهم سلفا وامتنعوا عن الحوار والفكر السليم، ولم يبق عندهم سوى العجز أمام الطرح الفكري للرسالة والإيمان فاختاروا لأنفسهم ما لا يتوافق مع مصلحتهم الحقيقية وإن كان قد يناسب مصالحهم الآنية ﴿وَقَدْ خَلَتْ﴾ تحققت ﴿مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ﴾ العقوبات التي نزلت في الماضي بأمثالهم من الجاحدين فلم ينظروا فيها ولم يعتبروا بها ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ﴾ يغفر لهم رغم ظلمهم ويعطيهم فرص التوبة والإصلاح ولا يعاجلهم بالعقوبة ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقابِ﴾ للمصرّين على الجحود والكفر الذين فسد استعدادهم فلا يرجى صلاحهم ولا توبتهم.

﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ﴾ (٧)

٧ - ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ﴾ وهو نوع آخر من أنواع التحدي والجهل والحمق يبديه المكابرون أو العاجزون عن استعمال عقولهم إذ يطلبون معجزة مادية تلمسها أيديهم، ولكن القرآن الكريم يبين في آيات عديدة أنّ أمثال هؤلاء المكابرين المصرين على الكفر لا يؤمنون حتى لو فتحت لهم أبواب السماء، انظر [الحجر ١٤/ ١٥ - ١٥]، وحتى لو عاد الموتى من الآخرة ليخبروهم بحقيقتها انظر [الأنعام ١١١/ ٦]، وحتى لو نزل الوحي عليهم في كتاب ملموس انظر [الأنعام ٧/ ٦]، وحتى لو جاءتهم كل آية من الآيات الباهرات، انظر [يونس ٩٦/ ١٠ - ٩٧] و [الأنعام ١٠٩/ ٦ - ١١٠]،

<<  <  ج: ص:  >  >>