للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النّارُ إِلاّ أَيّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ﴾ (٨٠)

٨٠ - ﴿وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النّارُ إِلاّ أَيّاماً مَعْدُودَةً﴾ وهذا من جملة غرورهم، لأنهم يتوهمون أنه بغض النظر عمّا يرتكبون من شرور، فعقابهم في الآخرة سيكون محدودا، لأنهم الشعب المختار بزعمهم، وهم غارقون في هذا الغرور والتبجّح، ممّا يدحضه القرآن بقوله تعالى ﴿قُلْ﴾ لهم أيها النبي، أو أيها القارئ، أو السامع ﴿أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً﴾ بما تزعمون ﴿فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ﴾ فإنّ الله تعالى لم يعهد لكم بشيء من ذلك ﴿أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ﴾ تمنّون أنفسكم بالباطل، وليس لكم به علم يقيني.

﴿بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ﴾ (٨١)

٨١ - ﴿بَلى﴾ خلافا لما يعتقدون، وهو جواب لقولهم لن تمسّنا النار إلاّ أياما معدودة، والفرق بين بلى ونعم: أنّ بلى جواب النفي، ونعم جواب الإيجاب ﴿مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً﴾ وهي الذنوب التي يعذّب مرتكبها بالنار ﴿وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ﴾ أي خطيئاته، وأحاطت به أي استغرقت شعوره ووجدانه، ورانت على قلبه، فصار همّه مقتصرا على دنياه، وإرضاء شهواته على مرّ الليل والنهار، ولم يبق للدين سلطان عليه ﴿فَأُولئِكَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ﴾ لأنّ العمل السيّئ لم يدع للإيمان أثرا صالحا في نفس صاحبه، ولو كان معه شيء من الطاعات لما أحاطت به السيّئة من كلّ جانب.

﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ﴾ (٨٢)

٨٢ - ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ﴾ استثناء الصالحين منهم كي لا يقنطوا من رحمة الله ويلاحظ أن آيات الوعيد مقترنة بآيات الوعد، كما أنّ الإيمان مرتبط بالعمل الصالح لا ينفك أحدهما عن الآخر، انظر آية [الأنعام ٦/ ١٥٨].

<<  <  ج: ص:  >  >>