للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيها العرب، فقد عرفتم صدقه وأمانته وطهارته قبل أن يبعث نبيّا ﴿عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ﴾ العنت هو المشقة والشدة، والمعنى أنه لكونه واحدا منكم يشقّ عليه عنتكم، أي يخاف عليكم سوء العاقبة والوقوع في المكروه ﴿حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ﴾ حريص على إيمانكم وإصلاح شؤونكم ﴿بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ﴾.

﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ (١٢٩)

١٢٩ - ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا﴾ عن الإسلام وأعرضوا عنه، وهم الكفار والمنافقون ﴿فَقُلْ﴾ لهم أيها الرسول، أو أيها الداعية، أو أيها المؤمن ﴿حَسْبِيَ اللهُ﴾ هو يكفيني، وهو أدرى بشؤون خلقه ﴿لا إِلهَ إِلاّ هُوَ﴾ لا معبود سواه ﴿عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ﴾ أفوض أمري إليه وحده دون غيره، بعد أن بلغتكم الرسالة، وأقمت عليكم الحجة، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وليس لي أن أكرهكم على الإسلام ﴿وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ ختم النبوّات ببعثة خاتم الأنبياء والرسل، وأنزل الهداية على خلقه، ولم يتركهم يتخبطون في الضلال، ومنحهم العقل وحرية الفكر، ليتفكروا في الدلائل وفي معجزة القرآن، ليصبحوا مسؤولين عن أعمالهم فيحاسبوا عليها.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>