٧١ - ﴿يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ﴾ أدخلتم النظريات والآراء والأحكام الباطلة في دينكم حتى صار دينا آخر غير ما جاء به أنبياؤكم، ولا تزالون تفعلون ذلك بالقرارات الوضعية التي تتّخذها مجالسكم ومجمعاتكم المسكونية من وقت لآخر ﴿وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ تكتمون الحقيقة وأنتم على علم ووعي بما تقومون به من ابتكار ديانة وضعية لا علاقة لها بما نزل على الأنبياء، وأيضا أنتم أصحاب علم ومعرفة، لا أصحاب جهل وخرافات، فكيف تقبلون بهذه المعتقدات الزائفة؟
٧٢ - ﴿وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ﴾ وهم بعض أحبار اليهود قالوا لأتباعهم ﴿آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا﴾ وهم المسلمون ﴿وَجْهَ النَّهارِ وَاُكْفُرُوا آخِرَهُ﴾ وجه النهار أي أوّله، والمقصود أنّ الأحبار أمروا أتباعهم بالنفاق للمسلمين والتظاهر بتصديق بعض الوحي بداية ثم تكذيب بعضه الآخر والنكوص على أعقابهم، والهدف من ذلك إيقاع البلبلة في نفوس الضعفاء من المسلمين الذين لم تطمئن قلوبهم بالإيمان فيرتدّوا، أو على الأقل يتزعزع إيمانهم فيقولوا لأنفسهم: لولا أن ظهر لهؤلاء اليهود بطلان الإسلام لما رجعوا عنه بعد أن دخلوا فيه وعرفوه، وقد ذكر الشيخ رشيد رضا في المنار أن النبي ﷺ ما أمر بقتل المرتدّ عن الإسلام إلاّ لتخويف الذين كانوا يدبّرون المكائد عن طريق