للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دون الله، فلم يتأملوا في التمييز بين الحق والباطل، وفي ذلك إشارة للآية (٣) في قوله: ﴿وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ﴾،

﴿وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ هم فوق ذلك معجبون بأنفسهم، ويحسبون أنهم مهتدون بالتقليد لأقوامهم، وبما توسوس لهم الشياطين، كما يحسب أتباع الديانات السابقة أنهم مهتدون دونما حاجة لبعثة النبي الأحمد خاتم الأنبياء والرسل.

﴿يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاِشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ (٣١)

٣١ - بعد أن أوجزت الآيات (١١ - ٣٠) قصة الخلق وبيان ما يترتب على الإنسان من الضلال والغواية بنتيجة قبوله وساوس إبليس في التقليد وارتكاب الفواحش، تنتقل السورة لبيان أن الأصل في الأمور الحلّ إلا ما خصّه الدليل من المحرّمات: ﴿يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ أي وقت كل صلاة، وأخذ الزينة ستر العورة واللبس اللائق والنظافة، على النقيض من الفواحش المشار لها بالآية (٢٨)، ﴿وَكُلُوا وَاِشْرَبُوا﴾ من الطيبات المباحة بقدر الحاجة ﴿وَلا تُسْرِفُوا﴾ نهي عن تناول مقدار كثير يضر المرء ولا يحتاج إليه، ونهي عن الإسراف في الإنفاق، وحضّ على الاعتدال ﴿إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ لا يحب المسرفين في كل شيء، لأن الإسراف يخالف الفطرة، ويجلب الضرر في الأبدان والنفوس والأموال.

﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ (٣٢)

٣٢ - ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾ لأنّ الأصل في المنافع الحلّ، وجميع أنواع الزينة والطيبات من الرزق مباحة إلا ما خصّه الدليل، وقالوا إن المراد بالزينة جميع أنواعها، ويدخل تحتها اللباس والنظافة، وما يشتهى من أنواع المأكل والمشرب، والطيب والحليّ والمركب

<<  <  ج: ص:  >  >>