٤١ - وبسبب عماية البشر عن فحوى الآيات (٣٧ - ٤٠) فقد ظهر الفساد:
﴿ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النّاسِ﴾ من التهافت على جمع الأموال، والربا الفاحش، ومعايرة الأمور بما يسمونه النمو الاقتصادي مقياسا وحيدا ومطلقا لتقدم المجتمعات، وهو مقياس مادي بحت تسبّب عنه خراب البيئة الطبيعية في معظم البلدان، فتلوّث الهواء، وتلوّثت مياه الأنهار والبحار، وتلوّثت الأراضي، وازداد التلوّث النووي، وتكرّرت كوارث البيئة، ونقصت مساحة الغابات في العالم بشكل مريع، وانقرض الكثير من فصائل الكائنات الحية الضرورية لمعيشة البشر، وبعضها الآخر قارب الانقراض، وما تبع ذلك من تدهور الصحة وحدوث التشوهات الخلقية وغير الخلقية في أجسام البشر وأجسام الحيوانات بسبب أنظمة التغذية المصطنعة، يضاف إلى كل ذلك التدهور في القيم الأخلاقية للكثير من المجتمعات، بل تفكك عرى المجتمع، والانفلات الجنسي بلا أي رادع ﴿لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا﴾ نتيجة طبيعية لما كسبته أيديهم من الفساد والإفساد، لأنّ اللام لام العاقبة ﴿لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ إلى رشدهم وإلى الصواب.
٤٢ - ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ﴾ وادرسوا تاريخ الأمم من قبلكم، تفاديا للفساد الذي حلّ بكم ﴿فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ﴾ ما آلت إليه عاقبتهم من الاضمحلال والسقوط ﴿كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ﴾ كانوا يعبدون