للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾ (١٠)

١٠ - ﴿مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ﴾ الشرف والمنعة اعتزازا بشخصه ﴿فَلِلّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً﴾ في الدنيا والآخرة ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾ الكلام الحسن، والدعاء الذي لا ظلم فيه، الذي يستطيبه العقل السليم ولا يردّه، يصعد إلى الله تعالى ﴿وَالْعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ العمل الصالح يرفع الكلم الطيب إلى الله تعالى، وأيضا: العمل الصالح يرفع صاحبه ويشرّفه ﴿وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ﴾ يمكرون مكر السيئ، فيبتكرون الحجج الفاسدة ضد ما هو حقّ، وينكرون الحياة الآخرة ﴿لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾ مكرهم يفسد، لأنّ حججهم باطلة، فلا يحيق المكر السيئ إلاّ بأهله.

﴿وَاللهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلاّ بِعِلْمِهِ وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاّ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ﴾ (١١)

١١ - ﴿وَاللهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ﴾ لقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ﴾ [المؤمنون ١٢/ ٢٣]، ﴿ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ﴾ لقوله: ﴿ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ﴾ [المؤمنون ١٣/ ٢٣]، ﴿ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً﴾ من ذكر وأنثى ﴿وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلاّ بِعِلْمِهِ﴾ يعلم تعالى جميع خلقه ﴿وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ﴾ يزيد في عمره ﴿وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاّ فِي كِتابٍ﴾ في علم الله القديم يوم خلق السماوات والأرض ﴿إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ﴾ لاستغنائه تعالى عن الأسباب.

﴿وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>