٥ - ﴿وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً﴾ بعد أن أمر تعالى إيتاء اليتامى أموالهم، اشترط في هذه الآية أن يكونوا غير سفهاء أي غير ضعاف العقول ذوي الاضطراب في الرأي والفكر أو الأخلاق، والآية ذات مغزى عام من حيث إن الثروة هي قوام الفرد والمجتمع فلا يجب أن تترك بتصرف السفهاء لأن إساءة استخدامها قد يؤدي إلى خراب الحياة الاجتماعية والاقتصادية وخراب الأسس الأخلاقية للمجتمع، والمعنى أنّ الحق بالتملك ليس مطلقا إذا كان الشخص غير قادر على ممارسة حقه بالشكل المناسب أو إذا كان تصرفه بالمال يسبب أذى للمجتمع نتيجة استهتاره وتبذيره ونزواته ﴿وَاُرْزُقُوهُمْ فِيها وَاُكْسُوهُمْ﴾ في هذه الحالة يتم تزويد السفهاء بحاجياتهم المعيشية الكافية دون إطلاق يدهم في التصرف بالمال، والخطاب في الآية ليس مقتصرا على أوصياء اليتامى بل عام للجميع بأن من يريد أن يهب بعض ماله أو يضعه بتصرف غيره يلزم أن يكون متأكدا من حكمة وعقلانية واتّزان الآخرين أوّلا،
﴿وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً﴾ وهو النصح والإرشاد والتعليم والتأديب حتى تتحسن حالهم، لأن السفه قد لا يكون فطريا وإنما أمرا عارضا يزول بالتعليم.