يدور محور السورة حول قوله تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِسْتَجِيبُوا لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ وَاِعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ (٢٤)، أي إذا دعاكم إلى الجهاد بمعناه الواسع، لأنّ حياة المؤمنين الحقيقية في الجهاد، والمعنى لا تكونوا كالصمّ البكم الذين لا يعقلون، المشار إليهم بالآية (٢٢)، ولأن الله يحول بين المرء وبين ما يتمناه قلبه من طول الأجل وأمنيات الدنيا، فالأجل يحول دون الأمل، والموضوع ملحّ جدا لا يحتمل التأجيل والتسويف، فلتكن استجابتكم أيها المؤمنون، لله وللرسول قبل أن يحول الأجل بينكم وبينها ﴿وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ فتحاسبون على مقدار استجابتكم،
وتنهى السورة المسلمين أن يكون جهادهم لأغراض دنيوية مادية محضة:
﴿وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بَطَراً وَرِئاءَ النّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَاللهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾ [٤٧]، وأن الله تعالى يغير أحوال الأقوام سلبا أو إيجابا بقدر ما يغيّروا ما بنفوسهم من العقيدة والأخلاق والعمل: ﴿ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلى قَوْمٍ حَتّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [٥٣].
١ - ﴿يَسْئَلُونَكَ﴾ أيها النبي ﴿عَنِ الْأَنْفالِ﴾ جمع نفل وهي الغنيمة، لمن هي؟ وكيف يكون توزيعها؟ والسؤال كان بعد غزوة بدر، والنفل في أصل اللغة الزيادة عن الواجب، ومنه صلاة النفل، كقوله تعالى ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً﴾