نزلت خلال الفترة المكية الأولى، واشتق اسمها من ذكر الحاقة، وهي الساعة التي تحقّ فيها الأمور فتعرف على حقيقتها.
[ارتباط السورة بما قبلها]
بعد أن ختمت سورة القلم أمثولة أصحاب الجنة بقوله تعالى: ﴿كَذلِكَ الْعَذابُ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [القلم ٣٣/ ٦٨]، ووصفت تخبط الكفار في أحكامهم وظنونهم: ﴿ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ﴾ [القلم ٣٦/ ٦٨ - ٣٧]، تبدأ هذه السورة بذكر الحاقة، أي الساعة التي تحق فيها الأمور وتظهر على حقيقتها فتبطل ظنون الكفار ويبطل تخبطهم:
وبعد أن أكدت سورة القلم أن على الله وحده حساب الكفار المكذّبين بالقرآن: ﴿فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ﴾ [القلم ٤٤/ ٦٨] تؤكد هذه السورة أن القرآن يكون يوم الحساب حسرة على الكافرين: ﴿وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ﴾ [الحاقة ٥٠/ ٦٩]، وتصف يوم الحساب: ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ﴾ [الحاقة ١٨/ ٦٩]،