للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جيوش فارس والروم وعدّتهم، وبالمقارنة مع عدد سكان البلاد المفتوحة وجيوشها.

وقد حقق المسلمون الغلبة على عدوهم عندما حاربوا الفرس والروم في فتوحات العراق وخراسان والشام ومصر وشمال إفريقية والأندلس وكانوا قلة، وكان يتفوق عليهم العدو أحيانا بأكثر من عشرة أضعاف، ففي وقعة مؤتة كانوا ثلاثة آلاف مقابل مئة وخمسين ألفا، وفي وقعة اليرموك كان جيش الروم مئتي ألف مقابل أربعة وعشرين ألفا من المؤمنين.

﴿الْآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصّابِرِينَ﴾ (٦٦)

٦٦ - ﴿الْآنَ﴾ أي في الظروف الراهنة لوقعة بدر، التي نزلت فيها هذه السورة، وهي ظروف مرحلية ﴿خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ﴾ فرخّص لكم ﴿وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً﴾ بسبب قلة السلاح وقلة العتاد التي كان يعاني منها المسلمون وقتئذ ﴿فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللهِ﴾ رخّص لهم تعالى أن يصمدوا أمام ضعفيهم عددا، بدلا من عشرة أضعاف، واشترط فيهم الصبر، وهذه الرخصة مؤقتة وخاصة بالمرحلة التي كان فيها مجتمع المسلمين في أوائل قوته، وقد صمد المسلمون في بدر وكانت لهم الغلبة أمام قوة تفوقهم ثلاثة أضعاف ﴿وَاللهُ مَعَ الصّابِرِينَ﴾ تأكيد على شرط الصبر لكي يكون تأييد الله وتوفيقه معهم، والواضح أن زعم البعض نسخ هذه الآية لما قبلها ليس له ما يبرره.

﴿ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (٦٧)

٦٧ - بعد أن أمر تعالى نبيّه أن يحرّض المؤمنين على القتال وألاّ ينهزموا أمام المشركين، ولو كانوا عشرة أمثالهم في الحالة العامة، أو مثليهم في حالة ضعف المؤمنين، على سبيل الرخصة، تعود هذه الآية إلى تذكير المؤمنين بمغزى بداية

<<  <  ج: ص:  >  >>