للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧/ ١١]، ﴿إِلاّ إِبْلِيسَ أَبى وَاِسْتَكْبَرَ﴾ كلمة إبليس في اللغة تعني المقهور أو المسحوق أو المخذول، وفي المصطلح الإسلامي تعني الجن الذي أعلن العصيان، وهو أيضا الشيطان الذي طلب من الله تعالى إمهاله فترة يحاول خلالها إغواء الإنسان نحو الشر والخطأ ﴿وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ﴾ كان في علم الله تعالى منذ الأزل أنه سيكفر ويكون من المصرّين على الكفر، إن قصة تمرد إبليس دعت بعض المفسرين للقول بأنه لم يكن من الملائكة، لأن الملائكة يفعلون ما يؤمرون، في حين قال آخرون أن الآية توضح أنه كان منهم، والنتيجة أن هذا التمرد ذو طابع رمزي، وكناية عن تعرض الإنسان للإغواء وعوامل الشر، كما أنّ إباء إبليس، واستكباره عن السجود لآدم، كناية أيضا عن عجز الانسان عن إخضاع روح الشر تماما، وعجزه عن إبطال خواطر السوء (المنار).

﴿وَقُلْنا يا آدَمُ اُسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظّالِمِينَ﴾ (٣٥)

٣٥ - ﴿وَقُلْنا يا آدَمُ اُسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ﴾ وهي جنة السموّ الروحي والتعالي عن المادة، والمغزى أنه تمّ إسكان آدم وحواء في الجنة أوّلا لاختبارهما قبل هبوط الإنسان إلى الأرض مجال خلافته، واختلفوا في المقصود بالجنة: هل هي الجنة الموعودة في الآخرة؟ أم هي جنة بالمعنى الأرضي؟ إذ قال بعضهم: إنها بستان أو غيضة من الغياض، وهو قول أبي مسلم الأصفهاني، وليس في قصة آدم التي تكررت في القرآن سبع مرات ما يؤكد أنها الجنة التي هي دار الجزاء على الأعمال، انظر شرح آية [الأعراف ٧/ ١١]، وحاصل القصة الرمزية أن الإنسان بجهله وتهالكه على المادة يهبط من المنزلة التي كرّمه تعالى بها، إلى منزلة الشقاء والسعي والكدّ وراء الدنيا الزائلة ﴿وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما﴾ تعبيرا عن إباحة الطيبات للإنسان، فالأصل في الأشياء الإباحة ﴿وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ﴾ لا تبالغا في التهالك على المادة، وقد تمت الإشارة إلى هذه الشجرة في سورة طه بقوله تعالى: ﴿فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطانُ قالَ يا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ﴾

<<  <  ج: ص:  >  >>