٦٣ - هذه الآية بيان صفات أولياء الله المشار إليهم في الآية السابقة:
﴿الَّذِينَ آمَنُوا﴾ إيمانا يقينيا ﴿وَكانُوا يَتَّقُونَ﴾ بالفعل المضارع، تعبيرا عن دوامهم على هذه الحال من التقوى في السراء والضراء، والتقوى اتقاء كل ما يخالف الشرع، واتقاء مخالفة سننه تعالى في خلقه، كالعمل والصبر وابتغاء أسباب الصحة والقوة والنصر وعزة الإسلام.
٦٤ - ﴿لَهُمُ﴾ أي أولياء الله ﴿الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا﴾ أي البشارة السارة التي تنبسط لها بشرة الوجه، وهي السعادة التي يتمتعون بها لقربهم من الله تعالى، وليقينهم بتحقق البشرى بحسن العاقبة في أمورهم، وأمور المسلمين واستخلافهم في الأرض ما أقاموا شرع الله واتبعوا سننه في الخلق ﴿وَفِي الْآخِرَةِ﴾ تتحقق لهم البشرى على أتم الوجوه بالأمن والسلام والجنة ﴿لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ﴾ في تحقق تلك البشرى لهم ﴿ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ الذي لا يعلوه ولا يقارن معه فوز.
٦٥ - ﴿وَلا يَحْزُنْكَ﴾ أيها النبي ﴿قَوْلُهُمْ﴾ قول الكفار بالتكذيب - المشار إليه في الآيات (٥٣، ٤٨، ٤١) - ولا يحزنك قولهم بالافتراء - المشار إليه في الآية (٦٠)﴾، والسبب في عدم وجوب الحزن لأن العزة لله جميعا: ﴿إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً﴾ القوة الكاملة والقدرة التامة والغلبة النهائية لله تعالى وحده، فهو ناصرك ومعينك عليهم، فلا مبرر لحزن والحالة هذه، والآية التالية تأكيد على ذلك ﴿هُوَ السَّمِيعُ﴾ لأقوالهم ﴿الْعَلِيمُ﴾ بنواياهم وبأعمالهم، فيجازيهم بها، ويمنعهم منك.