بعد أن بينت سورة الشرح المتقدمة أن الله تعالى شرح صدر نبيّه للقيام بمهام بعثته النبوية: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾ [الشرح ١/ ٩٤]، وخفف عنه عبء ختم النبوات الهائل: ﴿وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ﴾ [الشرح ٢/ ٩٤ - ٣]، تبين سورة التين أن رسالة الإسلام استمرار لما سبقها من بعث الأنبياء والرسل:
﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ﴾ [التين ١/ ٩٥ - ٢]، كما تشير من طرف خفي إلى انتقال النبوة من بني إسحاق إلى بني إسماعيل: ﴿وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾ [التين ١/ ٩٥ - ٣] إشارة لمكة المكرمة.
[محور السورة]
أنه تعالى هدى البشرية بنزول الرسالات السماوية عليها من خلال بعث الأنبياء والرسل، كما خلق الإنسان في أحسن تقويم جسمي ومعنوي، وفي أحسن فطرة، غير أنّ الإنسان من خلال حرية إرادته التي كرّمه بها تعالى يستطيع السمو إلى أعلا المراتب، أو الانحطاط إلى أسفلها.