للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿أما الذين استولت عليهم الغفلة والتشنج الفكري فيفوتهم - من ثمّ - فهم القرآن: ﴿بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ﴾ (٤)،

بل هم مصممون على سلبيتهم فيصرحون بانغلاق فكرهم سلفا عن أية مفاهيم جديدة تناقض ما توارثوه وما اعتادوا عليه، ويترجمون ذلك إلى تحدّ للرسول وإلى عمل ضد الإسلام: ﴿وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ﴾ (٥)،

وقد أجابهم الرسول أنه مجرّد بشر يبلغهم أمر الوحي بالتوحيد والاستقامة والاستغفار عمّا سلف من ذنوبهم، وينذرهم بعاقبة الشرك، وأن الإيمان مرتبط بالزكاة - عمل الخير - وأنّ إنكار أيّ من الإيمان بالله أو الزكاة ليس سوى إنكار للمسؤولية الفردية ومن ثمّ فهو إنكار للآخرة وما يترتب على ذلك من عذاب:

﴿قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاِسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ * الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ﴾ (٦ - ٧)،

وبالمقابل لا ينقطع أجر من يؤمن ويعمل الخير: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ (٨)،

وأنّ الكفار عمون عن خلق السماوات والأرض وما فيهما من إعجاز وقوانين وسنن باهرة، ولا يدركون أنّ مشيئته تعالى فيهما نافذة لا محالة، وهو سبب إصرارهم على الكفر والشرك: ﴿قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيّامٍ سَواءً لِلسّائِلِينَ * ثُمَّ اِسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ * فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ (٩ - ١٢)،

<<  <  ج: ص:  >  >>